المذيع: يتجدد لقاؤنا الشيق معكم اليوم في هذه الفقرة الأسبوعية من برنامج (أنا كبرت) وقد تكلمنا في المرة السابقة عن مراحل مرحلة المراهقة المختلفة.. فأهلًا ومرحبًا بكم لاستكمال برنامجنا اليوم
أهلا بحضرتك دكتور محمد: حضرتك قد أوضحت لنا في الحلقة الماضية بعض التغيرات الجسمية والعقلية التى تحدث للأولاد، فهل تقتصر التغيرات في هذه المرحلة على هذه التغيرات السابق ذكرها فقط؟
الدكتور: بالطبع لا.. قد أفضنا في الحديث عن التغيرات الجسمية والتى تكون واضحة الظهور في أول مرحلتين، لكن في المرحلة الثالثة من مراحل المراهقة تبدأ النواحي الأنفعالية والعقلية والنفسية والاجتماعية والدينية في التبلور، ويحدث ما أؤكد عليه للمرة الثانية من أن هذه المرحلة هي مرحلة تكوين الوعي وتكوين الشخصية فإن مرت بسلامة وتعاملنا معها بالشكل الصحيح صلح حال هذا المرء في باقي حياته، نسأل الله تعالى لأولادنا جميعاً الهدى والفلاح.
المذيع :إذًا فلنبدأ مع حضرتك بالكلام عن النمو الإنفعالي في مرحلة المراهقة.
الدكتور: بالنسبة للنمو الإنفعالي عند الشخص في هذه المرحلة فهو يكون في أعلى نقاط الحدة والانحراف، فيكون في غضبه كالإعصار، ويكون الحزن والفرح مبالغًا فيهما، بالإضافة إلى الحساسية العالية للمراهق في تعاملاته مع الآخرين، كالوالدين أو الأصدقاء و المعلمين وغيرهم ممن يحيطون به في بيئته المحيطة .
وهذه الحساسية هي التي تسبب له فيما بعد بعض المشاكل التى يواجهها في هذه المرحلة حيث يعتبر أى نصحية موجهة له تدخل في شئونه وتقليل من قدره في أعيننا، وهذا ما يدفعه للمخاطرة والمغامرات الهوجاء التي تسبب لنا وله المتاعب ويكون هدفه من خلالها إثبات نفسه وصحة وجهة نظره واستقلاليته.
المذيع: إذًا يادكتور كانت هذه أبرز ملامح النمو الإنفعالي ماذا عن النمو النفسي؟
الدكتور: النمو النفسي يحدث نتيجة للتغيرات الهرمونية والجسمية التي تحدث للمراهق فتؤثر على صورته الذاتية تجاه نفسه، فعلى سبيل المثال قد تظهر الفتيات ردة فعل سلبية بسبب بدء الدورة الشهرية، وتشعر بالانزعاج؛ لذلك يزيد تركيز المراهق على ذاته، ويبدأ بالاهتمام بشكله الخارجي وطريقة لبسه واختيار أصدقائه، والتأثر بالآخرين، وعمل مقارنات فيما بينهم، مما يدفعهم أحيانًا إلى تقليد الغير، والتشبه بهم ، لذلك يجب التنويه هنا على عدم مقارنة المراهق بأقارانه مثل القول ((أنت مشوفتش فلان عمل ايه، أو جاب كام في الامتحان)) حتى لايتسبب هذا في شرخ العلاقة بين المراهق ووالده.
المذيع: وماذا عن النمو الاجتماعي والعقلي ؟
الدكتور: مرحلة النمو العقلي والاجتماعي هي أصعب مراحل النمو تلك ولعلها تتبع النمو النفسي والانفعالي والديني حتى، وتكون آخر هذه التغيرات، حيث تزداد قدرة المراهق فيها على الانتباه والتركيز، ويبدأ في تحديد ما يتمناه ويطمح إليه في المستقبل وهذا ما يتزامن مع مرحلة التعليم الثانوي في مصر ومراحل التعليم النهائية في تعليم ما قبل الجامعة في غيرها من الدول ، فتتغير طموحات الشخص ، فبعد أن كانت إجابته عن سؤال (ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟) مجرد مسميات يطلق كطبيب أو شرطي أو معلمة أصبحت إجابته أكثر عمقًا وتحليلا وترتيبًا لخطوات جدية في تحقيق ما يريده.
وهذا أيضاً يكون ناتج عن رغبته في الاستقلالية والتحرر من قيود الأسرة التي تعد أبرز مظاهر النمو الأجتماعي بعد تمرده على العادات والتقاليد المتعارف عليها ، وإبداء ولائه لمجموعته الخاصة، وهذا الذي قد يحدث الفجوة الكبيرة بيننا وبين أبنائنا إن لم نكن على إطلاع بكل جديد يواجهه المراهق وعلى تواصل جيد كأصدقاء معه”
المذيع : نرجو من حضرتك توضيح النمو الديني في لمحة بسيطة.
الدكتور : للوازع الديني دور أساسي في بناء شخصية المراهق، حيث يمارس المراهقون عادة عباداتهم وفقًا للعادات السلوكية التي اكتسبوها خلال فترة الطفولة، ويتمسك أغلب المراهقين بأداء الفرائض عند المرور بمشاكل حادة، إلا أن البعض الآخر قد يتأثر بسلوكيات سيئة تبعده عن دينه، وتشككه فيه؛ ولذلك أغلب مشاكل الإلحاد والانحراف الأخلاقي تظهر في هذا العمر.
المذيع: حقًا يا دكتور المناقشة مع حضرتك رائعة للغاية ولكن إلى هنا ينتهي وقت حلقتنا، وإلى اللقاء أعزائي المشاهدين في حلقة جديدة من برنامجكم (أنا كبرت) يعنوان ( حرية المراهق بين الاسراف والتضييق) .
بقلم الاستاذة/ سمية مجدي