لا أنكر أنني أتأثر بالمشاعر الإنسانية كثيرا، قد يكون ذلك عيباً في بعض المواقف، لكنه في أخرى هو عين الرحمة.
ورسالة المعلم تتعدى شرح الدروس وتحليلها إلى شرح نفوس البشر وتحليلها للوصول إلى التعامل الأمثل معها.
وبعد ذلك السرد نبدأ حكايتنا لنحكي عن ذلك الطفل الجميل هاديء الطباع، والذي كان منظما في أدواته، مهندما في مظهره، يحرص كل الحرص على أداء واجباته.
لكن ما كان يزعجني هو اهتمام والدته المبالغ فيه،وكثرة اتصالها وسؤالها عن مستواه ومتابعة كل تفاصيله بدقة، لا أنكر أن ذلك الأمر سبب لي كثيرا من الأرق، وبت أتهرب من اتصالها.
وذات مرة زارت الأم المدرسة ودار بيني وبينها حديث طويل ولكن أكثر ما فجعني في كلامها عبارة: عارفة ابني ده مشافش باباه ولا يعرفه!!
قلتلها: إزاي؟!
قالتلي: انفصلنا وعمره سنة ومن يومها وباباه مسألش عنه ولو مرة!!
صدمة الموقف أفقدتني الكلام ولكنها واصلت: ابني ده هو كل حياتي وأنا مستعدة أعمل أي حاجة في الدنيا عشان يكبر ويتعلم ويبقى كويس، أنا مش عوزاه يتبهدل أو يحس بالحرمان.
لم أملك إلا أن أقول لها: ربنا يعينك ويقدرك على الحمل ده وإن شاء الله أنت أم جدعة وهتقدري.
ويومها وأنا أخدت قرار مع نفسي أن هذا الولد في عيني وسأرعاه كل الرعاية لله أولا ثم لأجل أمه الست الجدعة ثانيا.
#الفكرة خلي بالك أن كل طفل وراه ألف حكاية وحكاية وأن المعلم هو مربي قبل أي شيء، فكن عونا لأبنائك الطلاب.
بقلم الأستاذة: هند معوض
يوميات معلمة (١): عندما يأخذ الطالب شيئًا ليس من حقه.. ماذا أفعل؟
يوميات معلمة (٢).. في فصل المشاغبات
يوميات معلمة (3) “المعلم وعين الرحمة”
يوميات معلمة (٤): المعلم وروح المربي
يوميات معلمة (٥): رفقًا بالآباء