تكلمنا في الكبسولة السابقة عن “كيف نساهم في بناء الشخصية القوية لأبنائنا؟ “ وتأثير هذا على سلوك الأبناء، والآن نتكلم معكم عن علاج ظاهرة العند عند الأطفال
العناد هو حالة مِن التعبير عن الرفض للقيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا، أو الانتهاء عن عمل ما وإن كان خاطئًا، والإصرار على ذلك وعدم التراجُع، مهما بُذلت محاولات للإقناع أو حتى الإكراه.
سألت إحدى الأمهات الكريمات عن كيفية التعامل مع الشخصية العنيدة؟
أقول لكِ عزيزتي الأم :
أولًا: أن من أهم أسباب مشكلة العناد لدي الطفل :-
- الصراخ بوجهه وفقدك أعصابك في مواقف عناد الطفل.
إصرار الأب والأم على تنفيذ أوامرهما حتى لو كانت ضد رغبة الطفل واحتياجاته.
الإسراف في الحب والتدليل فيتحول أيضا إلى شخصية أنانية لا يحب الا نفسه.
عدم اعطائك مجالا له بأن يستكشف نفسه ودائما تتحكمي به وتسيطري على كل تصرفاته وكلامه.
مقارنته دائما بالغير.
وصفه دائما بالعنيد فتصبح دائمًا من سماته من كثرة ترددها على مسامعه.
ضرب الطفل وتوبيخه والتعامل معه بأن رأيه ليس له أهمية فيضطر الي ان يلفت انتباهك، وبعضهم ينتهز فرصة وجود أقارب أو أصدقاء بالمنزل فيتصرف تصرفات مبالغ فيها ويقوم بالضغط عليكي أو محاولة مضايقة الضيوف حتى تستجيبي لطلبه منعًا لإحراجك، وتلك هي من سمات الطفل الانتهازي وتسمي ظاهرة الانتهازية الاجتماعية.
استخدامك الدائم لكلمة “لا” فتجعله يستخدمها معكي ولا يبالي بالعقاب فمثلا حين تقولي له همنعك من اللعب، يرد قائلا أنا لا احب اللعب الآن ولا يهمني ألعب ام لا
والآن اقدم لكِ كبسولة طويلة المدى سريعة المفعول لعلاج مشكلة العند لدي الأطفال :
- أقول لكِ عزيزتي الأم أن من أهم طرق التعامل مع الشخصية العنيدة :
ألا تصرخي بوجهه وتحكمي في أعصابك في مواقف عناد الطفل.
ادعمي الجانب الإيجابي في شخصية الطفل لمعالجة عناده
فعندما يريد الطفل في بعض الأحيان الرسم على الحائط أوجدي له بديلًا آخر مناسبًا، كقولك له آراك مصمما للرسم على الحائط مارأيك لو شاركتك الرسم على ورقة ونعلقها على الحائط انا احب هذا - قومي بمدح أي تصرف إيجابي يقوم به ودعمه والتعاون معه، وفي حالة الإصرار على فكرة معينة حتى لو كانت بها بعض السلبيات فقولي له أفكارك فعلًا رائعة جدًا، ومارأيك بعمل كذا بدلا من كذا.. اعطيه بدائل وهو الذي يختار
- طلباتك له دائما تكون بلطف ومحبة وباستخدام كلمات الحب والعاطفة (ياحبيبي، ياعزيزي) “فالحب هو أساس الشخصية السوية” لأن الطفل يرفض اللهجة القاسية.
لاتدخلي معه في جدال ونقاش مطول وعناد والإصرار على رأيك لأنك لن تحصدي ثمرة ذلك.
لاتصفيه أبدًا بالعنيد
ابتعدي عن توبيخه أو تحقيره والاستهزاء بآرائه أواللجوء إلى الضرب لإصلاحه.
اختاري العقاب المناسب في الوقت المناسب بأن يكون العقاب المختار من أحب الأشياء اليه ويكون العقاب فور حدوث المشكلة بدون تأجيل.
وفي النهاية أقول لكِ عزيزتي الأم لا يوجد طفل يولد عنيد، الطفل فطرته سليمة لديه فقط الرغبة في التصرف من نفسه أو أوامر من أحد واعلمي غاليتي أن عناد الأطفال يكون أحيانا انعكاس لشخصيتك
تخلي عن عنادك أيها المربي سيتخلى الطفل عن عناده.
لا تنسوا كتابة تجاربكم مع أبنائكم في التعليقات وكيف كان تصرفكم معهم لتعم الفائدة وتابعونا في كبسولتنا المقبلة “كيف نعالج تشتت الأطفال أثناء المذاكرة ” لفهم طبيعة الأبناء وكيف نربيهم من خلال سلوكياتنا وأفعالنا
بقلم الأستاذة : (إيمان العيسوي)